فقاعات كرة القدم- نجوم سطعوا ثم انطفأوا

المؤلف: فهد صالح (جدة) fahadoof_s@10.02.2025
فقاعات كرة القدم- نجوم سطعوا ثم انطفأوا

أصبح اللاعبون الذين يتردد اسمهم بقوة في وسائل الإعلام، محط أنظار كبرى الأندية الأوروبية خلال فترات الانتقالات الصيفية والشتوية. لقد استحوذوا على اهتمام الصحف والإعلام المرئي والمسموع، وتصدروا الصفحات الأولى بأخبار وتقارير متنوعة، حيث ربطت العديد من التحليلات والتوقعات بقرب انتقالهم إلى فرق عملاقة في القارة الأوروبية، مثل ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، وليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي في إنجلترا، بالإضافة إلى يوفنتوس وقطبي ميلان في إيطاليا، وباريس سان جيرمان في فرنسا. هذه الأندية تتنافس بشدة للفوز بخدمات هؤلاء اللاعبين، طمعًا في تعزيز صفوفها وتحقيق البطولات.

نجوم صنعتها الأضواء

هؤلاء اللاعبون، الذين رفعتهم الصحافة والإعلام والجماهير إلى مصاف النجوم اللامعة، ليسوا في الواقع سوى "نجوم صنعتها الأضواء"، سرعان ما يخفت بريقها. ابحثوا عنهم في كل مكان، فهم متواجدون بكثرة في مختلف الملاعب المحلية والإقليمية والدولية.

البعض يشبههم برونالدو الظاهرة الجديد، والبعض الآخر يرى فيهم زيدان القادم، وتتوالى الألقاب والصفات. وسائل الإعلام، بمختلف أنواعها، تساهم في تضخيم صورة هؤلاء اللاعبين، وتوهمهم بأنهم الأفضل في العالم، في حين أنهم قد لا يمتلكون سوى مهارة السرعة أو المراوغة. سرعان ما يكتشف المنافسون نقاط ضعفهم، ويتمكن المدافعون العاديون من إيقافهم بسهولة. يظهرون بشكل متقطع في المباريات، يقومون ببعض الهجمات ثم يختفون تمامًا. يتألقون في البداية، ويخدعون الأنظار، ثم سرعان ما يبدأ مستواهم في التدهور. يتم تبرير هذا التراجع بالإرهاق، ولكن الإرهاق ليس عذرًا كافيًا. ألم نشاهد لاعبين تجاوزوا الأربعين من العمر، مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس وجيمس ميلنر وزلاتان إبراهيموفيتش، يركضون بلا كلل، ويقدمون أداءً ثابتًا ومجهودًا وفيرًا، ولا يجلسون على مقاعد البدلاء لفترات طويلة؟ ألم نسمع عن أساطير مثل أليساندرو ديل بييرو وخافيير زانيتي وفرانشيسكو توتي وبافل ندفيد وغيرهم الكثير؟

على مر التاريخ، شهدت كرة القدم ظهور العديد من اللاعبين الذين كانت بدايتهم واعدة للغاية، والذين قدموا مستويات فنية مبهرة، أو الذين تألقوا في فرق الشباب وتوقع لهم الجميع مستقبلًا باهرًا في عالم كرة القدم. ومع ذلك، فإن التألق والنجومية لا يتحققان بمجرد تقديم أداء جيد في المراحل السنية الصغيرة، أو حتى عند المشاركة مع فريق معين. فكم من لاعب ظهر بمستوى متواضع مع فريق آخر، وفشل في تكرار تألقه السابق. الاستمرار في العطاء وبذل مجهود مضاعف هو السبيل الوحيد للحفاظ على القمة.

إخفاق فني وتكتيكي

إنه لأمر غريب أن نرى لاعبًا يتمتع بروح قتالية عالية، وتركيز ذهني كبير، ومستوى فني متميز، وتألق لافت، وعطاء سخي داخل الملعب، ثم ترتفع أسهمه في سوق الانتقالات، وتشيد به الصحف والمجلات الرياضية، لدرجة تشعر وكأنه يمتلك حصة فيها، أو يقوم بتمويلها لتصنيع نجوميته. ثم فجأة، يتغير كل شيء في الموسم التالي! ينتقل اللاعب إلى ناد كبير آخر مقابل مبلغ ضخم من المال، قد يتجاوز المئة مليون، ولكن مع بداية الموسم الجديد، يصاب بالإخفاق الفني والتكتيكي، ولا يتمكن من إثبات نفسه، أو حتى استعادة جزء من مستواه السابق، ويجد نفسه حبيسًا لمقاعد البدلاء طوال الموسم. خير مثال على ذلك هو النجم البلجيكي إيدين هازارد، الذي تحول إلى أسوأ صفقة في تاريخ ريال مدريد. خلال موسم 2022-2023، شارك في ثلاث مباريات فقط في الدوري الإسباني، وثلاث مباريات أخرى في دوري أبطال أوروبا، وسجل هدفًا واحدًا وصنع آخر. انضم هازارد، البالغ من العمر 32 عامًا، إلى ريال مدريد في عام 2019، قادمًا من تشيلسي، في صفقة كلفت خزينة النادي الملكي مبلغ 100 مليون يورو. إجمالاً، لعب 73 مباراة في جميع البطولات، سجل خلالها 7 أهداف، وقدم 11 تمريرة حاسمة، وتبلغ قيمته السوقية حاليًا 7.5 مليون يورو، وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في إحصاءات وبيانات اللاعبين.

أما الفرنسي بول بوغبا، نجم المنتخب الفرنسي وفريق يوفنتوس الإيطالي، فقد كان موسم 2022-2023 الماضي كارثيًا بكل المقاييس. عانى بوغبا من سلسلة من الإصابات اللعينة التي أبعدته عن معظم فترات الموسم. اكتفى بخوض 10 مباريات فقط مع يوفنتوس، بواقع 161 دقيقة فقط، بسبب الإصابات المتكررة. كما تسببت الإصابات في حرمانه من المشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر.

من يتذكر البرازيلي ألكسندر باتو والإنجليزيين ثيو والكوت وآرون لينون والإسباني بويان كركيتش والإيطاليين دافيد سانتون وفيديريكو ماكيدا؟ سرعان ما اختفوا عن الأنظار، إما بالخروج على سبيل الإعارة، أو بالانتقال إلى أندية أخرى متعددة، إلى أن أصبحوا خارج دائرة الضوء بشكل كبير.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة